وزير الرى : مشروعات.. لمواجهة تحديات ندرة المياه
أكد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري أن الحكومة المصرية تتبنى عددا من الاستراتيجيات وتنفذ العديد من المشروعات لمواجهة تحديات ندرة المياه وادارة الموارد المائية وظاهرة التغيرات المناخية.
جاء ذلك خلال منتدى القاهرة للتغير المناخى في دورته السادسة والثمانين والذي أقيم بمقر المعهد الفرنسي (المركز الثقافى الفرنسي) بالقاهرة.
وسلط الوزير الضوء على مشكلة ندرة المياه فى مصر والتي تعود إلى تنامي عدد السكان الذى يصل حاليا إلى حوالي 115 مليون نسمة، لافتا إلى أنه في ستينيات القرن الماضي عند بناء سد أسوان كان تعداد سكان مصر يبلغ حوالي 27 مليون نسمة، وعلى الرغم من ذلك نعيش بنفس كميات المياه منذ ذلك الحين على الرغم من زيادة عدد السكان، وإقامة المشروعات الأساسية الأمر الذي يعكس نجاح إدارة الموارد المائية.
وقال الدكتور هاني سويلم “إننا نعتمد بنسبة 79 بالمائة على مياه نهر النيل “، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية تؤثر على حوض النيل بما فيها مصر بخلاف ارتفاع مستوى سطح البحر والتاثيرات على المياه الجوفية.
وأوضح وزير الموارد المائية والري أن تداعيات ظاهرة التغيرات المناخية تتسبب أيضا في ارتفاع درجات الحرارة في مصر وهو ما يتطلب استهلاك أكبر للمياه سواء للشرب أو الاستخدام او الزراعة والري، مذكرا بأن مصر تواجه ايضا مشكلة قلة الأمطار وهو ما ظهر جليا خلال فصل الشتاء الماضي.
وأكد أن الحكومة تطبق استراتيجيات وإجراءات للتعامل مع التحديات المرتبطة بالمياه ومن بينها مشروعات إعادة تأهيل الترع ومصارف الأمطار وعدد من المشروعات التي تم تنفيذها خاصة في الصحراء لإعادة تطوير مياه الصرف في الزراعة، وكذلك مشروعات في الصحراء الغربية وسيناء وتعتمد على المياه المعالجة، مع استحداث نظم الرى للمزارعين فى عدد من المناطق.
وقال وزير الموارد المائية إن مصر حققت انجازات خلال استضافتها ورئاستها لمؤتمر المناخ “كوب 27 “، مشيرا إلى أن قضية المياه لم تكن أبدا مدرجة على اجندة المؤتمرات الدولية ولكن تم إدراجها لأول مرة في مؤتمر شرم الشيخ وكذلك سيستمر الأمر خلال المؤتمر القادم في دورته الثامنة والعشرين بدولة الإمارات العربية المتحدة.
ووجه الوزير – في ختام كلمته – الدعوة للمشاركة في أسبوع القاهرة للمياه القادم في أكتوبر القادم والذي يقام بشكل سنوي بالقاهرة، مشيرا إلى أن عدد المشاركين في أسبوع القاهرة سيصل الى ثلاثة آلاف شخص.
ومن جانبه، أكد الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة أن المنتدى الذى يعقد بالتعاون مع ألمانيا وفرنسا يشكل منصة قوية لتبادل الآراء حول حلول تحديات البيئة والتغيرات المناخية.
وأوضح أن مصر تواجه العديد من التحديات الخاصة بالشح المائي في الوقت الذي تقوم فيه بتنفيذ خطط التنمية.
وقال الدكتور على أبو سنة إن موارد المياه في مصر تواجه العديد من التحديات لاسيما الزيادة الكبيرة فى التعداد السكاني، فضلا عن تأثير التغيرات المناخية وزيادة درجات الحرارة ونسبة البخر.
وأوضح أن المياه تعد قضية أساسية، فالمياه حياة، حيث تضعها الحكومة المصرية على رأس الأولويات، مشيرا إلى استضافة وتنظيم مصر الناجح للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر المناخ، حيث دفعت مصر وبقوة خلال رئاستها للمؤتمر نحو الاجماع العالمي للتعامل مع تحديات التغير المناخي.
واستعرض الاستراتيجيات والسياسات التى تطبقها مصر فى مواجهة التغيرات المناخية وترشيد استهلاك المياه والتكيف.
وبدوره، أشاد سفير ألمانيا بالقاهرة فرانك هارتمان بالتعاون المصري- الألماني- الفرنسي في مجال المياه، .. لافتا الى ان المنتدى يناقش من خلال تباطل الرؤى بين الخبراء من مصر وفرنسا والمانيا موضوعات هامة تتعلق بالمياه وتغير المناخ من اجل رفع الوعى بقضايا المناخ والتاثيرات المناخية فى مصر.
وأكد أن المياه تعد قضية اساسية بالنسبة لمصر، حيث كان نهر النيل هو مصدر المياه ولكن الزيادة الكبيرة فى عدد السكان، بالإضافة إلى تأثير ظاهرة التغيرات المناخية أدت إلى قلة المياه.
وأضاف أن إعادة تأهيل نظم الري تطرح العديد من التحديات الجديدة وتحتاج إلى سياسات وحلول وتكنولوجيا وتمويل، ومصر نجحت في هذا الصدد.
وأشار إلى أن بلاده تدعم مصر في قطاع المياه والصرف من خلال العديد من المشروعات بمحفظة تصل إلى 570 مليون يورو وتخصص لمشروعات المياه والصرف الصحي.
ومن جهته، أكد رافائيل لاجارد القائم باعمال السفارة الفرنسية بالقاهرة – في كلمته – أن المنتدى يركز على تحديات المياه في مصر، مشيرا إلى أن قطاع المياه والصرف الصحي يشكل أحد أولويات التعاون بين مصر وفرنسا، حيث تقوم الوكالة الفرنسية للتنمية بتمويل عدد من المشروعات العامة في قطاع الصرف الصحي.
وأضاف أن بلاده تشجع على استخدام التقنيات الحديثة لاسيما في محطات المعالجة لما لها من تأثير على البيئة ولضمان أن تكون مياه الصرف المعالجة عالية الجودة من أجل إعادة استخدامها.
وأعلن أنه سيتم تنظيم حدث كبير يومي 21 و 22 يونيو المقبل بحديقة الأزهر بالقاهرة وسيخصص لمناقشة الحلول المصرية الفرنسية في مجال المياه.
وشارك في المنتدى عدد كبير من الخبراء من مصر وفرنسا وألمانيا، حيث تمت مناقشة العديد من الموضوعات المتعلقة بالموارد المائية في مصر في مواجهة أزمة المناخ والسياسات والتكنولوجيا والحلول المجتمعية ذات الصلة.